ئاب 03, 2025 Omer الكورد والابادةالجماعية, وتار 0
لستُ إيزيدياً
هومر محمد
اليوم، في الثالث من آب، نقف أمام أحزان ضحايا إبادة جماعية قومية ودينية أخرى. لكن المأساة تكمن في أن لا نحمل في ذاكرتنا همَّ إعادة بناء الإنسانية، ونكتفي بنشر صور الضحايا بعيون دامعة وباكية، أو أن نُرضي أنفسنا بأننا أحيينا ذكراهم بتعبير عاطفي أو بشعور قومي متعصب.
إن الذاكرة في جوهرها هي لإعادة تأسيس الذات وإعادة بنائها، لا للبكاء والنواح. لو نظرنا اليوم إلى العالم الكردي، لرأينا مدى لامبالاته وعدم اكتراثه في إحياء ذكرى هذه المأساة. الآن، وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الكردي تطفح باللامبالاة والكراهية والحقد! هذا ليس عنصراً لبناء الذاكرة، بل هو كارثة بحد ذاتها.
اليوم هو ذكرى الإبادة الجماعية للإيزيديين؛ ذكرى جريمة مليئة بسفك الدماء، وقطع الرؤوس، واستعباد النساء، والسبي، والاعتداءات الجنسية الوحشية. ومع ذلك، بقدر ما تشغل صور “عجاج” والحديث عن ذلك المجرم، وإرسال المساعدات إلى غزة من عدمه، مساحة من النقاش، فإن ذكرى إبادة البارزانيين بالأمس والإيزيديين اليوم لا تحظى بالاهتمام والنقاش الكافي. هذه علامة واضحة وجلية على جسد وروح أمة تعرضت للإبادة أكثر من مرة، وما زالت غير مكترثة بمصيرها ومستقبلها! لا أريد أن أزرع بذور اليأس أو أن أجد عيباً في مساعدة غزة، بل هو موضوع للتأمل في الذات، في الوجود، في فعل الخير والكرم والكرامة الإنسانية والقومية، وفي كوننا كرداً.
إذا كان قلبك يتألم فقط لـ(الأنفال) وتلعن العملاء والجلادين، فإنني أشك في سلامة قلبك ولعناتك. لأن الذاكرة لا تُبنى باللعن. الإنسان السوي يقف ضد الظلم، لا أن يرى الظلم على طرف ما باطلاً وعلى آخر حقاً. متى ما أنستك الأنفال شنكال (سنجار) أو العكس، فهناك خلل في تفكيرك. إذا كنت ضد الإبادة الجماعية ولا تعتبر مجازر غزة والمحرقة (الهولوكوست) جرائم معاً، فهناك مشكلة في ضميرك وفكرك.
أشعر أن هذه اللامبالاة قد تجذرت أعمق بكثير مما نراه. فالبعض قد “قتلوا أنفسهم” من أجل غزة، وهم غير مكترثين بقتل أقرب الناس إليهم من مواطنيهم وأبناء دينهم ولغتهم! والبعض الآخر، في خضم حزنهم على الأنفال وشنكال، يتوجسون من الحديث عن غزة، لأنهم يعتقدون أن العرب هم مصدر مآسيهم. يساورني الشك في أن من لا يحترق قلبه لمجازر أمته ومواطنيه بحجة الدين، فإن بكاءه وصراخه من أجل أطفال غزة ليس إلا تظاهراً. أو من يطالب بالاعتراف بمجازر أمته كإبادة جماعية ولا تحركه مجازر غزة، فإن في الأمر شكاً!
الإنسان صاحب الضمير الحي يقف بسلوكه وقوله ضد القتل، أياً كان المقتول وأياً كان دينه أو عدمه، وأياً كانت الأمة واللغة التي ينتمي إليها. الإنسان الذي يعادي الفاشية لا يحتاج إلى الصراخ وإرسال اللعنات، لأن ذلك يظهر في سلوكه وكلامه. هؤلاء الأشخاص قد قتلوا العنصر الفاشي في دواخلهم، ويرفضون قبل كل شيء الفاشية الموجودة في دينهم وأيديولوجيتهم وحزبهم، ولا يمنحون الشرعية لأي مجزرة تحت أي مبرر.
الإنسان صاحب الضمير لا يُعرف بكم يتبرع، بل لماذا يتبرع؟ وكيف يتبرع؟ فالعطاء في جوهره ليس للرياء، بل لكي يقف الإنسان على قدميه، لا أن تكون عينه معلقة بكرم المتبرع.
فهناك مواقف وسلوكيات وأقوال صارخة أمام الأعين. فمن يقول في ذكرى الإبادة الجماعية للإيزيديين “أنا أيضاً إيزيدي” بهدف التظاهر، لا يظهر عليه التعاطف مع الإيزيديين، بل هو استعراض. أو أنه يريد من منطلق قضية الإيزيديين تحقيق هدف شخصي أو سياسي، ولذلك بقدر ما يظهر من كراهيته لطرف معادٍ للإيزيديين، يظهر أيضاً أن همه ليس الإيزيديين والتعاطف معهم.
عندما يقوم “إخواني” بجمع التبرعات لغزة بصخب وصراخ، متجاهلاً محنة الإيزيديين، فإن دعايته السياسية تظهر بوضوح، وتضيع نيته الإنسانية. وإلا لما جعل من نكاية خصومه السياسيين هدفاً لدعايته إلى جانب قضية غزة.
والأمر الأكثر إيلاماً وغرابة وألماً من كل هذا، هو أن هذه الضجة حول إرسال المساعدات إلى غزة لم تغير شيئاً من نظرة العالم العربي والإسلامي إلينا ككرد وإلى مآسينا. ليس هذا فحسب، بل لم يحدث قط أن شتم أهل فلسطين الكرد ومجدوا صدام وأردوغان ضد الكرد كما يفعلون الآن. في هذا اليوم بالذات، شاب عربي في بريطانيا بلحية داعشية طويلة يقول في مقطع فيديو: “الكرد ليسوا مسلمين، وعاملوهم بما جاء في القرآن، إذا رأيتموهم فخذوا أخواتهم ونساءهم واسبوهن”!! ولكن، مع ذلك، يجب ألا تسمح إنسانيتنا وثقافتنا بتأجيج الكراهية ضد العرب، بل إن أي مساعدة يحتاجها أهل غزة المظلومون ويقبلونها منا بكل احترام هي مساعدة مشروعة.
هذا المثال ذكرني بسبي أخواتنا ونسائنا وبناتنا في شنكال. وفي الوقت نفسه، تذكرت ذلك الشاب الإيزيدي الذي رأيته يعمل في منتزه قبل أربع سنوات. عندما سألته، من باب المواساة والتعاطف: “هل أنت إيزيدي؟”، قال بخجل: “لا، لست إيزيدياً”. أدركت حينها أن ذلك الشاب يعيش في بيئة لا يُحترم فيها كونه إيزيدياً.
اليوم، لا أقول إنني إيزيدي، ولكن في كل يوم، أن تكون إيزيدياً هو أمر يستحق كل الاحترام.
نیسان 08, 2022 1
ئاب 03, 2025 0
ئازار 17, 2015 لێدوان نووسین ناچالاککراوە لە الأمم المتحدة: فظائع داعش في العراق قد ترقى إلى الإبادة الجماعية
ئازار 17, 2015 لێدوان نووسین ناچالاککراوە لە حقوق الإنسان: مشروع لشمول الفيليين بامتيازات رفحاء ولا نملك بيانات دقيقة عن ضحاياهم
ئاب 03, 2025 0
ئاب 03, 2025 0
تەموز 31, 2025 0
ئاب 11, 2020 لێدوان نووسین ناچالاککراوە لە دیداری ئەنفال : حەسەن محەمەد سێدەری چیرۆکی خۆیان وگوندەکەی دەگێڕیتەوە.
ئاب 10, 2020 لێدوان نووسین ناچالاککراوە لە مستەفا قادر پیرۆت دەربارەی كیمیبارانی هەوارەخۆڵ دەدوێت .
ئاب 10, 2020 لێدوان نووسین ناچالاککراوە لە دیداری ئەنفال .. ئەو رۆژەی كە لێبوردنە گشتیەكە دەرچوو، براكەی من لە نوگرەسەلمان گیانی لەدەستدا.