شوبات 10, 2023 Omer الكورد والابادةالجماعية 0
أسعد جباري: في أيام الأنفال السود
الإعدام رمياً بالرصاص لتسعة عشر شخصاً من أبناء قرية كولبان وهي قريتي…قراءة في شهادات وفياتهم
الأحداث المرّة لأيام الأنفال عام 1988 تجعل الإنسان عاجزاً للوقوف أمامها، وأصبحت كردستان في ذلك الزمن ككتلة من النار وأرضٍ تحترق، الجيش الصدامي يقتل ويدمر دون حسيب أو رقيب، وكان من المستحيل نجاة أيٍ كان أمام الموجات الواحدة تلو الأخرى للأنفال، أصبحت حياة الإنسان الكردي رخيصه جداً والذي كان عليه أن يدفع ضريبة كرديته، الأنفال كان حدثاً مراً وذات تأثير وقع على شعب مظلوم وأعزل، أكثر من أربعة آلاف قرية كردية أبيدت عن بكرة أبيها وعشرات الآلاف من سكانها أخذوا إلى مصير مجهول، أجيال ذلك الزمن لا يعرفون بأي لسان التعبير عن الأحداث الكارثية التي ألمت بأمتهم، الأنفال أصبحت ضمن الأيام السوداء والمشؤومة في حياة الكرد، لم يبقوا على القرى والمدن وقلعوا الأشجار من جذورها، وملأوا السماء والينابيع والمزارع بالبارود، ودمروا كل شيء جميل، بشكل لم يكن ليجرؤ أحد على أن يقول لماذا يمارس هذا الظلم ضد هذا الشعب؟ فيما كان الرأي العام يعيش في سبات عميق، الحكايات المرة لزمن الأنفال تفتح الجروح، هناك الكثير من الذين يكتبون القصص والحكايات الأسطورية لعدة حوادث تاريخية، لكن الأنفال لا تنتهي بالحكايات والقصص والدراسات واللوحات والأناشيد والمسرحيات، يجب على (شهود العيان) الحديث باستمرار حول كوارث ومعاناة هذه الأمة المهضومة الحقوق كي يقرأ أجيال هذا العصر إحداث الماضي ويعرفوا كيف كان التعامل مع من سبقهم من الأجيال على يد أعتى نظام دكتاتوري ودموي عرفه التاريخ الإنساني.. هناك حدث دائماً يعيش في مخيلتي؛ وهو إعدام عدد من أقاربي والكيفية التي تم إعدامهم، هذا الحدث والذي حصلت على تفاصيله عن طريق الوثائق التي زودني بها أحد أبناء المعدومين من أقاربي والذي اسمه (فتاح حسن عبد الله) حيث ما أن تحررت كركوك في 10/4/2003 في عملية حرية العراق حتى قام (فتاح) وبشكل جسور بالدخول إلى مستشفى كركوك العسكري ليجد في غرفة (إحصاء الأحياء والأموات) وبعد بحث دقيق على عشرات من الوثائق وشهادات الوفاة من بينها (17) شهادة وفاة تعود لأبناء قرية (كولبان) القريبة من كركوك والتي سأعود لاحقاً لقراءتها.
أحداث فظيعة للأنفال لا يمكن سردها إلا من كان شاهداً عليها في نيسان 1988 وصلت حملات الأنفال إلى منطقة كرميان في مرحلتها الثالثة، سكان قرية كولبان وكغيرها من قرى المنطقة كانوا قد تحصنوا ومنذ أكثر من شهر في أماكن أكثر أمناً خارج قراهم كالمغارات وبين التلال خوفاً من هجمات النظام صدامي، فحدثت في تلك القرية معارك بين قوات البيشمركة والذين واجهوا بكل شجاعة وإقدام قوات النظام، إلا أن ضخامة حجم قوات النظام المسنودة بأنواع الطائرات والدبابات والمدرعات والمدفعية أجبرت قوات البيشمركة على ترك القرية، بينما تشرد أهل القرية وأصبحوا في حيرة من أمرهم، ودب الفوضى والخراب في المنطقة. وفي تلك الأثناء فقد ثلاثة من أبناء القرية وهم كل من (علي عمر وسعيد عمر وعاصي عمر) عرف لاحقاً بأنهم قد اعتقلوا وأُخذوا إلى سجون معسكر (يايجي) جنوب كركوك وأصبحوا في عداد المؤنفلين.
في تلك الايام العصيبة كان الهم الوحيد لأبناء المنطقة هي الخلاص والنجاة بأي شكل من الأشكال وعدم الوقوع في أيدي العصابة الصدامية المحتلة لأرض كردستان، ونتيجة تخطيط وتآمر أحد قادة ما كان يسمى بأفواج الدفاع الوطني واسمه (ت. م. و) وبناءً على وعود فيه بعدم تسليمهم للنظام الصدامي قامت مجموعة (تتألف من تسعة عشر فرداً) من أبناء كركوك بتسليم أنفسهم إلى المستشار المذكور، ومن ثم قام بإخبار النظام الصدامي بمكان وجودهم والتي قامت بتطويق المنطقة، وقد دارت رحى معركة غير متكافئة بين الجانبين كانت نتيجتها وقوع المجموعة بأيدي قوات النظام العفلقي، والذي قام فيما بعد بإعدامهم رمياً بالرصاص على شكل وجبات في الأيام 3 و4 و11 و31 من شهر تشرين الأول 1988 في احد المعسكرات على أطراف مدينة كركوك، وقد قام النظام فيما بعد بإعدام المستشار (ت).. والشهداء هم كل من:
قراءة في شهادات وفاتهم
معلوم أن أي شخص في حالة وفاته في هذا البلد فإنه تصدر له شهادة الوفاة، والحالة التي أصبحت وصمة عار في جبين النظام المخلوع هي قيامه باستخراج شهادات الوفاة لكل من كان يعدم دون خوفٍ أو خجل وذاكراً في شهادة الوفاة بأنه معدوم.
النظام البائد كان قد ملأ شهادات الوفاة للشهداء المذكورين بشكل خاطئ ومتعمد في الوقت الذي كان الشهداء المغدورين يحملون الهويات والجنسية العراقية والتي فيها المعلومات الكافية عن الأحوال المدنية والوثائق الأخرى التي تثبت عراقيتهم ولكنه أهمل ذلك عن عمد إذ:
1- في الحقل المخصص للجنسية أو الدين والحقول الأخرى تذكر حولها شيء فقط كتابة المجرم المعدوم في حقل المهنة!!
2- في الوقت الذي كان من مجموع (19) شخصاً، (12) منهم فقط كانوا عُزاب فيما البقية كانوا متزوجين واصحاب عوائل، لكن النظام البائد يشير في جميع شهادات وفياتهم بأنهم عزاب، وهذا بحد ذاته جريمة أخرى للنظام من الوجهة الإنسانية والقانونية.
3- لم يذكر في أي شهادة وفاة تواريخ تولداتهم، وكأنه تم ملأ شهادات الوفيات بسرعة.
4- في حقل آخر وفي جميع الشهادات الوفاة تمت الإشارة إلى الساعة (1000) كإشارة إلى وقت الإعدام في حين أن عملية الإعدامات تمت في أربع أوقات مختلفة.
5- في حقل مكان الوفاة لم يذكر في الشهادات أماكن الإعدامات.
6- ما عدا الشهيد (فاضل أحمد عزيز) ذكرت اسم والدته (رعنه عبد الله)، فإن البقية لم يذكر أسماء أمهاتهم، وهذا يثبت بأن الإنسان لم يكن له قيمة في دولة النظام البعثي.
7- في حقل اعترافات الدكتور لسبب الوفاة لم يكتب أي شيء وتركه فارغاً.
8- في الحقل المرقم (18) الخاص بالإشارة إلى سبب الوفاة، لم يكتب عليه أي شيء.
9- في نقطة أخرى هناك توقيع من قبل الطبيب العسكري يشير فيه إلى أنه يؤيد ما جاء في شهادات الوفاة ويشهد عليها في وقت يعلم الطبيب بأن الحقول التي ملئت هي مليئة بالمعلومات الكاذبة والغير الصحيحة،وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على نذالة ذلك الطبيب.
10- ختم المستشفى (مستشفى كركوك العسكري- الإحصاء) في بعض منها كتبت أسم الدكتور بهذا الشكل: (ضياء الدين صديق).
11- من الضرورة أن يكتب في الحقل السفلي الاسم الكامل للدكتور المختص بالتشريع، لكنه لم يكتب في أي منها أسمه الكامل لكي لا يظهر اسمه بوضوح.
12- تم في الحقل السفلي الإشارة إلى سبب الوفاة وهي الإعدام رمياً بالرصاص..
عندما يجول الإنسان بناظريه على شهادات الوفاة يتبادر إلى ذهنه الكثير من الأمور المرعبة والحزينة مثل:
– تم إعدام السبعة عشرة شهيداً على أربعة دفعات.
– في كل دفعة تم إعدام عدد منهم.
– كل الـ(17) شهيد هم أقرباء أي أخوة وأولاد عم.
– تم إعدام مجموعة أمام أنظار مجموعة أخرى.
– قتل وإبادة الكرد يعتبر من (الجينوسايد) والذين تم إعدامهم كل مبرراتهم بأنهم من الكرد.
قتل وإبادة (182)الآف مواطن كردي دليل على وحشية النظام البعثي ووصمة عار في جبين كل البعثيين وأزلام السلطة الدكتاتورية.
الأنفال قتل أحلام الكثيرين..الأنفال دفنت الكثير من الآمال في مناطق صحاري جنوب العراق ويَتـَّمَت الكثير من الأطفال ورملت الكثير من النساء، وجعلت الكثير من الآباء والأمهات في حيرة من أمرهم الذين مازالوا ينتظرون أبناءهم وأحباءهم.
نیسان 08, 2022 1
ئازار 17, 2015 لێدوان نووسین ناچالاککراوە لە الأمم المتحدة: فظائع داعش في العراق قد ترقى إلى الإبادة الجماعية
ئازار 17, 2015 لێدوان نووسین ناچالاککراوە لە حقوق الإنسان: مشروع لشمول الفيليين بامتيازات رفحاء ولا نملك بيانات دقيقة عن ضحاياهم
شوبات 27, 2025 0
ئاب 11, 2020 لێدوان نووسین ناچالاککراوە لە دیداری ئەنفال : حەسەن محەمەد سێدەری چیرۆکی خۆیان وگوندەکەی دەگێڕیتەوە.
ئاب 10, 2020 لێدوان نووسین ناچالاککراوە لە مستەفا قادر پیرۆت دەربارەی كیمیبارانی هەوارەخۆڵ دەدوێت .
ئاب 10, 2020 لێدوان نووسین ناچالاککراوە لە دیداری ئەنفال .. ئەو رۆژەی كە لێبوردنە گشتیەكە دەرچوو، براكەی من لە نوگرەسەلمان گیانی لەدەستدا.