مطلوب الاعتذار للشعب الکردي من قبل الدولة العراقیة………….ابراهیم ملازادة
مطلوب الاعتذار للشعب الکردي من قبل الدولة العراقیة………………………ابراهیم ملازادة
النظام البعثی في العراق ارتکب جریمة الابادة الجماعیة (الجنوساید) ضمن عملیات الانفال، والتي ارید فیها الوصول الی مجموعة نتائج:
اولها؛ الحاق هزیمة نفسیة بالشعب الکردي وجعله محرجا ضمن تسمیة العملیات بالانفال، الی حد أدی ببعض الکرد خاصة الاسلامیین منهم الذین عندما یریدون أن یذکروا العملیات یقولون عملیات (ما یسمی بالانفال)، وکأن المصطلح جمیلة في تاریخها ومهمة في حاضرها، لمجرد ذکر المصطلح في القران والتي توجد ضمن سورة قرآنیة اعطتها قدسیة ومضمونها متنزه من الحدیث حولها. فالجریمة سمیت باسم لایمکن تجریدها من اسمها لأنها واقعة لایمکن التبریر لها حکما أو عرفا.
ثانیها؛ ضرب البنیة التحتیة والقیمیة للشعب الکردي، بقتل کتل بشریة کبیرة وتقطیعه من جسمه الکبیر، وکذلك ضربه أقتصادیا بهدم الطبیعة التي کان ملتصقا بالانسان الکردي وشکل هویته الابدیة، بالاضافة الی تجریده من الذاکرة الجمعیة وجعله بلا أنتماء وبلا هویة، لتحویله الی کائن ممسوخ ومنهار، بغیة استعماله وتوجیهه کیفما یشاء.
القبور الجماعیة والتي اصبحت معلما للمناطق العربیة في العراق، تبقی وصمة عار في جبین الدولة العراقیة، في جمیع مراحلها المستقبلیة، حتی ولو أعترف بجمیع حقوق الشعب الکردي بما فیها الاعتراف بالاستقلال، مالم تعتذر وتجعل أنکارها جریمة بحق الانسانیة، کما فعلتها المانیا والتي لحد الیوم تدفع التعویضات للمتضررین والناجین من جریمة الهولوکوست. وتسري هذا الاعتراف علی جمیع قیادات الصف الاول في الدولة، حتی ولو یمثلها کردي، لأن الدولة شخصیة معنویة قانونیة، وهویة ممثلیها لایزید ولا ینقص شیئا ولو قلیلا من المسئولیة القانونیة الملقات علی کاهل هذه الدولة المصطنعة.
ولعلم الجمیع لاتسقط الحقوق المترتبة علی هذه الجریمة ولو مضی علیها الف سنة، بما فیها الاعتذار الشامل بالجریمة وکل ما یترتب علی تلك الاعتذار.
جماجم الشهداء الموجودة علی هذه القبور، شاهد دائم علی العقلیة التي تؤمن بابادة الاخر ضمن فخرها بالانفالات والتي تشهد لها التاریخ القریب والبعید.
